أول دولة عربية تستعمل الهيدروجين في تشغيل مصفاة نفط

بدأت دولة عربية تستعمل الهيدروجين بتشغيل مصفاة نفط، في خطوة من شأنها دعم الجهود العالمية الرامية إلى خفض الانبعاثات والتحول إلى الوقود النظيف.

ونجحت مصر في تشغيل مصفاة نفط بوقود الهيدروجين، إذ عقدت الهيئة المصرية العامة للبترول ورشة عمل لمراجعة النتائج الفعلية للتشغيل التجريبي لمشروع تغيير نظام الوقود المستعمل بالغلاية الرئيسة بشركة الإسكندرية الوطنية للتكرير والبتروكيماويات (أنربك).

واستُبدِل الغاز الطبيعي في تشغيل الغلاية بمصفاة أنريك -وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- من خلال استغلال فائض الهيدروجين وقودًا بديلًا.

ونجحت مصر في استغلال نحو 12 ألف طن من الغازات الغنية بالهيدروجين بديلًا عن 20 ألف طن من الغاز الطبيعي، لتشغيل الغلاية بتجربة رائدة في قطاع النفط بما يحققه من وفر اقتصادي ومردود بيئي.

مصفاة أنريك

بدأ التشغيل التجريبي لمشروع استغلال فائض الهيدروجين وقودًا بديلًا للغاز الطبيعي في مارس/آذار 2025 بالغلاية الرئيسة بمصفاة أنربك، من خلال شركة ميتسوبيشي صاحبة الرخصة.

ويُعدّ المشروع خطوة مهمة في تعزيز كفاءة الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية، إذ يحقق المشروع خفض انبعاثات كربونية نحو 59 ألف طن سنويًا تُمثِّل 35% من إجمالي الانبعاثات الكربونية للشركة.

وحصل المشروع على جائزة في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، الدورة الثالثة عام 2024، وهي إحدى المبادرات الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي تهدف إلى تشجيع المشروعات المهتمّة بالبعد البيئي والاستفادة من التكنولوجيات المتقدمة.

كما اختيرَ المشروع للعرض في قمة المناخ "كوب 29"، وهو ما يعكس الاهتمام والدعم الكبير من الدولة لجهود التحول الطاقي داخل قطاع النفط.

ويعدّ المشروع مثالًا على قدرة الهيئة المصرية العامة للبترول في التخطيط والتطبيق والتطوير المستمر بالعمل على استدامة زيادة الكفاءة الإنتاجية والحفاظ على البيئة وتقليل البصمة الكربونية ضمن إطار السعي الدؤوب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

الاستدامة بقطاع النفط

أكد المشاركون في أعمال الورشة أن المشروع يأتي تماشيًا مع إستراتيجيات وزارة البترول ومجهودات الهيئة المصرية العامة للبترول نحو تعزيز الاستدامة البيئية وتحسين كفاءة الطاقة والعمل على استعمال الطاقة النظيفة واستبدال مصادر الوقود التقليدية.

وقُدِّم النموذج الناجح في تبنّي حلول مبتكرة لدعم الاقتصاد الوطني وتحسين كفاءة الطاقة والحفاظ على الاستدامة البيئية.

يأتي المشروع ضمن إطار عقد تسليم كامل مع ميتسوبيشي باور، يشمل تقديم حلول متقدمة لتحويل نظام الوقود في الغلاية الحالية سعة 100 طن/ساعة، المستعملة بإنتاج البخار بأنواعه داخل مصفاة إنريك في الإسكندرية.

وتولّت الشركة اليابانية مسؤولية التصميم والهندسة والإنشاء، بما في ذلك تركيب تقنية حرق الهيدروجين والتحكم المتقدم، لتمكين الغلاية من العمل بنسبة 100% بوقود الهيدروجين،

ورُكِّبَت التقنية الجديدة في مصفاة أنزيك التي تغطي نحو 30% من احتياجات السوق المحلية من المشتقات النفطية.

ويمثّل المشروع علامة فارقة في جهود الدولة نحو التحول إلى الطاقة النظيفة، إذ يسهم بخفض الانبعاثات الكربونية بنحو 65 ألف طن سنويًا، وتقليل استهلاك الغاز الطبيعي بما يقرب من 24 ألف طن سنويًا، إلى جانب استهلاك 14 ألف طن من الهيدروجين المنتج داخل الوحدات الصناعية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..