أحمديات مازالت الكلمة حائرة بين مفهوم لم يُقصد ومقصود لم يُفهم فاجعل كلمتك بسيطة حتى يفهم مقصدها
أرجوك لا تعاتبيني يا أمي
لقد كنت عجينة صغيرة في يدك
تقلّبينها كيفما شئتِ
تلقيها أينما تريدين
تفرديها وتضميها أينما أردتِ
وكنتِ مسؤولة عنها مسؤولية كاملة طوال الوقت
حتى ظهرت قدماي ويداي
وفتحت عيناي
فكنتِ تعلمينني المشي فقط
ولا تتركيني للطريق
وكنتِ تطعمينني
ولا تتركين الطعام لي
ولم تتركيني أحدد أنواعه
وكنتِ تقومين بغسلي
ولا تتركيني مع الماء وحدي
علمتِني السباحة
ولكنك لم تتركيني أختار مسار العوم
علمتِني أن أخطو بقدماي
ولم تتركيني على الطريق
علمتِني ارتداء الملابس
ولكن لم تتركيني أختارها
كل شيء كنتِ تقومين به
وتعلميني حدوده فقط
في النوم، في الصلاة، في اللعب، في الراحة
في شتى مجالات الحياة
فأنا مازلت صغيرة
إلى أن كبرت واشتد عودي
وجدتك تتركيني
تركْتِني
أمام الإنترنت ولم تمنعيني من الاندماج والإدمان
أمام الألعاب الإلكترونية ولم تمنعيني من ضياع وإهدار الوقت
أمام المحمول ولم تمنعيني مع من أتحدث ولماذا وأين أتحدث
أمام الأقمار الصناعية ولم تمنعيني من اختيار الأنسب والأفضل لمشاهدته
تركْتِني للسهر ولم تمنعيني من خطورته
تركْتِني مع الأصدقاء ولم تمنعيني عن بعضهم
تركْتِني للوجبات الجاهزة ولم تمنعيني من خطورتها
تركْتِني كثيرًا يا أمي
فقد كنتِ مشغولة عني
كنتِ مشغولة يا أمي بالسهر
كنتِ مشغولة يا أمي بالإنترنت
كنتِ مشغولة يا أمي بالمحمول
كنتِ مشغولة يا أمي مع أصدقائك
كنتِ مشغولة يا أمي بالأفلام والمسلسلات على الأقمار الصناعية
كنتِ مشغولة يا أمي
ولم تصنعي لنا الطعام
وتركْتِنا للوجبات الجاهزة
كان نفسي يا أمي ما تكونيش مشغولة عني
أنا كنت عجينة في إيدك
وإنتِ اتخلّيتِ عني
أرجوك لا تعاتبيني يا أمي
إلى اللقاء..
قرمشة
بداية الحكاية
أهديتها سلامي
فردّته
ثم اقتربت
فرحبت
فترقبت
وقالت: ماذا تريد قبل أن أستودعك؟
فتبعثرت كلماتي وتأخرت
وقلت في نفسي وعاتبتها
لماذا أهديتها سلامي؟
وهذا حالي؟
استجمعت قواي
وتشجعت نفسي
فقلت لها
أفي الصباح حكاية؟
فابتسمت
وقالت: ماذا بعد الحكاية؟
أهي البداية؟
فتشجعت كلماتي
وأخرجتها
وقلت لها
هل تكملي معي الوقت
لنبدأ الحكاية
وتكون البداية
أحببتها..