أعلنت شركة ميتسوبيشي باور، التابعة لمجموعة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، عن إنجاز تاريخي يتمثل في تنفيذ أول مشروع صناعي في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتحويل الغلايات الصناعية إلى العمل بالكامل بوقود الهيدروجين، وذلك في مصفاة شركة الإسكندرية الوطنية للتكرير والبتروكيماويات (أنربك).
يُعد المشروع، الذي اكتملت أعماله بنظام تسليم المفتاح، تحولًا رائدًا في مسيرة إزالة الكربون من قطاع الطاقة المصري، حيث شمل إعادة تأهيل غلاية صناعية بطاقة 100 طن/ساعة، لتعمل بنسبة 100% على وقود الهيدروجين بدلًا من الغاز الطبيعي وزيت الوقود الثقيل.
خفض الانبعاثات وتعزيز الاستدامة
ساهم المشروع في تقليل الانبعاثات بنحو 65 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، من خلال الاستفادة من نحو 14 ألف طن من الغازات الغنية بالهيدروجين الناتجة عن عمليات التكرير، ما أدى إلى تقليص استهلاك الغاز الطبيعي بنحو 24 ألف طن سنويًا.
وأكد *سيد الراوي*، رئيس مجلس إدارة أنربك، أن المشروع يمثّل إنجازًا غير مسبوق في تاريخ قطاع الطاقة المصري، قائلًا: "نفخر بدورنا في هذا التحول التاريخي نحو طاقة نظيفة، ونؤمن بأن هذا النموذج سيكون قابلًا للتكرار على نطاق أوسع داخل مصر والمنطقة".
اعتمد المشروع على تقنيات متطورة طورتها "ميتسوبيشي باور"، بما في ذلك أنظمة التحكم وإدارة الطاقة المصممة خصيصًا للهيدروجين، ما يرسخ مكانة الشركة كمزود عالمي لحلول الطاقة منخفضة الكربون.
من جانبه، قال خافيير كافادا، الرئيس التنفيذي للشركة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، إن المشروع "يشكل علامة فارقة في دعم مصر لتحقيق أهدافها ضمن رؤية 2030"، مضيفًا أن التعاون مع أنربك يعكس "نموذجًا عمليًا لتحويل البنية التحتية الصناعية الحالية إلى نظام طاقة نظيف وفعّال".
يأتي المشروع في وقت تتسارع فيه خطوات مصر لتثبيت أقدامها في اقتصاد الهيدروجين العالمي، إذ يُنظر إليه كنموذج تطبيقي يُمهد لاعتماد أوسع لتقنيات الهيدروجين في القطاع الصناعي بالبلاد، وكمحرك محتمل لنمو صناعات خضراء جديدة.
ويعكس التعاون بين مصر وميتسوبيشي باور التقاء المصالح بين الابتكار التكنولوجي والشراكة الدولية، بما يخدم خطط التحول إلى مستقبل منخفض الانبعاثات، ويدعم استراتيجية الطاقة الوطنية في مواجهة تحديات المناخ والطلب المتزايد على الطاقة.