بالرغم من التقدم المذهل الذي يشهده مجال الذكاء الاصطناعي سواء في التطبيقات او المنصات الرقمية وحتى في تصميم الفيديوهات والصور وأدوات وآليات البحث، فضلا عن اختراق الذكاء الاصطناعي وتطوير المجالات الاقتصادية والعسكرية وحتى الأعمال اليومية للبشرية التقليدية ولكن هناك حلقة ناقصة دائمًا وهو أخلاقيات وضمير الذكاء الاصطناعي.
حيث نظمت الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" المؤتمر العالمي الأول لتعزيز المبادئ الإنسانية في إطار الذكاء الاصطناعي في مارس ۲۰۱۹ داخل مقرها بالعاصمة الفرنسية بعنوان “مبادئ الذكاء الاصطناعي: نحو نهج إنساني”، وباعتبار "اليونسكو" وكالة متخصصة في استكشاف فوائد الذكاء الاصطناعي، نظمت هذا المؤتمر وهو الأول من نوعه وذلك للتخفيف من مخاطره.
وفي 23 نوفمبر عام 2021 وقعت 193 دولة عضو في اليونسكو من بينها مصر على أول وثيقة تقنية عالمية بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وبدأت مصر في تنفيذ خارطة طريق لتنفيذ استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي عن طريق المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي بإطلاق الإصدار الأول للاستراتيجية الوطنية ورؤية مصر 2021 – 2024 والذي تابعها الإصدار الثاني 2025-2030.
ومنذ ذلك التاريخ وكل الدول تسعى بمجهودات منفردة لتحسين تفوقها واستعراض مهاراتها في الذكاء الاصطناعي وإعلان عن تطبيقات وبرامج لاستعراض عضلات التفوق التكنولوجي للذكاء الاصطناعي ومن أهم هذه البرامج التي ظهرت بقوة من 2021 وحتى 2025 النسخة المتقدمة من تطبيق Chat GPT الأمريكي و"DeepSeek" الصيني، والتطبيقات الاحترافية الأخرى مثل "VO3 AI Video" التابع لشركة جوجل وSynthesia وDeepBrain AI وHeyGen، وManus.
ومع كل التقدم في ملف الذكاء الاصطناعي لا يوجد حوكمة حقيقية لأنظمة الذكاء الاصطناعي أو "أخلاقيات للروبوتات وضمير للذكاء الاصطناعي" وهناك الكثير من المؤسسات من بينها دبي الذكي والمجلس الوطني للذكاء الاصطناعي في مصر وهيئة سدايا السعودية أصدرت وثائق واستراتيجيات لعمل الذكاء الاصطناعي منها:
يجب أن تكون هناك مبادئ للذكاء الاصطناعي:
- الأمان (آمنه وخاضعة للتحكم من البشر – عدم إلحاق أي أذى أو تخريب بالبشر).
- البشرية (تضيف قيمًا أنسانية ومفيدة للمجتمع – التخطيط لمستقبل يتنامى فيه AI ).
- الشمولية:
- حوكمة الذكاء الاصطناعي كجهد تعاوني عالمي.
- مشاركة منافع الذكاء الاصطناعي مع جميع أفراد المجتمع.
- تعزيز قيم الإنسانية والحرية والاحترام.
- تحترم خصوصية الأفراد.
كما يجب أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي:
- عادلة.
- تطبيق الشفافية.
- خاضعة للمساءلة.
- قابلة للشرح.
والسبب الأساسي في عدم حوكمة الذكاء الاصطناعي حتى الآن عدم وجود آليات حقيقية وبروتوكولات فعالية بين الدول وتفعيل حقيقي للتعاون بين مؤسسات الذكاء الاصطناعي سواء عالميًا أو إقليميا والجميع يعمل في جزر منعزلة وسنفاجئ بعد فترة من الزمان بخطورة الذكاء الاصطناعي والتعليم العميق للروبوتات سيمثل تهديد حقيقي للبشرية مع مرور الوقت.
وبعد.. مصر تمتلك الرؤية والقدرات فى أن تبادر عبر المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي بعمل بروتوكولات تعاون بين دول المنطقة وفى الشرق الأوسط، وتدعو لمؤتمر اقليمي أو عالمي لعمل وثيقة لحمايتنا بالشرق الأوسط والدول العربية من خطورة الذكاء الاصطناعي وعمل استراتيجية تعاون طويلة الأجل للاستفادة من الذكاء الاصطناعي وحوكمته في نفس الوقت.
مصر دائما تلعب الدور المحوري في كل ملفات المنطقة وهذا هو الوقت المناسب الذي نأخذ فيه خطوات أكبر بملف الذكاء الاصطناعي لحماية أنفسنا والأجيال القادمة والتنمية المستدامة في منطقتنا العربية.
*باحث في مجال الذكاء الاصطناعي